حكم ..معارضة... و إلتزامات...
حكم ..معارضة... و إلتزامات...
الثورة انتفاض جماعي على أوضاع فرضت و لم ترتضى !الثورة الديمقراطية تعويض تنظيم لم يتوافق مع مصلحة المجموعة بتنظيم و قواعد أخرى ترتضيها الأغلبية !
نؤسس لنظام جديد ! و قواعد جديدة ! يتباحثها و يسنّها من إنتخبناهم ممثلين للشعب !هؤلاء المؤسسون ...يفترض أن يكونوا مفخرة شعبنا ...و القدوة التي تستشهد بها الأجيال القادمة... ( كما يستشهد الأمركان مثلا بآباء الأمّة المؤسسين )...
أقوالهم ستسجل و آراءهم ستكون عبرة ... لوحدة الوطن ... لحفظ سيادته ... لتكريس حرياته ... و تجذير روح العطاء .. و المسؤولية في شعبه ...و توازن بين الحريات ... و حفاظ على المصالح الفردية و العامة ...
كيف نفهم تصريحات بعضهم .. في ظل سلطة ساهموا في إختيارها .. و نظام ديموقراطي تمثيلي هم من رموزه ... يقولون ..أن ما لا يعجبهم .. من قرارات و قوانين ... لن يتبعوها ... و سيخرقونها ...
كل الشعب سيسمع هذا ... وكلّ سيفهمه حسب إدراكه وتحليله ... سيحلله السياسي المفوّه و سينسّبه و يضعه في أطره المعقولة ... و سيسمعه غيره ممن إستحلّ .. الحرق .. و التكسير .. و قطع الطرق .. وإيقاف المصالح العامة ...
ستتحرّك الحدود و الظوابط .. و لا عارف أين ستقف .. هل الحريات مطلقة ؟.. هل سيمكن بتعلات "ثورية" استحلال الملكية الخاصة .. و حرمة العرض .. و القواعد المعتمدة إلى الآن في الحفاظ على السلم الأهلية ...
هل يحق لمعارض أن يستبيح ما سيقنّنه هو بالضرورة .. إن صادف و حكم ؟.. هل من مصداقية للسياسي بعد ذلك ... و لأقراص الصلبة تعج بتناقضته ؟..
أليس في مثل هذا تفكيك للسلطة .. للدولة .. للديمقراطية .. و فتح أبواب أمام المتربصين من أحباء لدكتورية بمختلف وجوهها ؟..
من المحدد للظوابط والحدود؟... وكيف ستكيّف حتى تتلاءم مع حياة سياسية تعددية ديمقراطية تقدس الحريات ولا تريد الرجوع بها إلى ما قبل الفعل الثوري ؟...
من غير ممثلينا المنتخبين و كبار أحزابنا السياسية الفاعلة بالساحة ؟...
الحل في ميثاق ظابط ... ملزم ... لمن يحكم و من يعارض .. يكرس الإلتزام بحدود و التزامات دنيا ..
يمضي عليه كل حزب وجوبا .. قانونا .. ويشترط الإلتزام .. لمواصلة النشاط ...
لعل هذا سيكون في فصول الدستور المقبل ... ولكن أرجوا أن تبادر الأحزاب و تتفق .. قبل ذلك ..!
د. منير بوصلاح 14/4/2012
..ملاحظة: لا يدخل المقال في سياق تبريري أو لإتهام أي طرف في أحداث أخيرة ... أريدها نظرة .. و فاتحة حوار إستشرافية لمستقبل البلد .. بعيدا عن التراشق و التلاسن !